طاقية المهد
Updated on مارس 22, 2023
Created on نوفمبر 25, 2019
Updated on مارس 22, 2023
Created on نوفمبر 25, 2019
بادئ ذي بدء، تعد طاقية المهد أحد الأمراض الجلدية الشائعة عند الرُضّع، لذلك لا داعي للقلق! في الواقع، يُعاني حوالي ثلثي الرُضّع(1) من طاقية المهد. يمكن أن تظهر طاقية المهد مبكراً في الأسابيع الأولى من الحياة وتستمر من بضعة أيام إلى بضعة أشهر، ثم تختفي تماماً عند سن الثانية تقريباً، رغم أنها قد تستمر أحياناً لفترة أطول.
ما هي علاقة تشكيل هذه البقع على فروة رأس رضيعك بالحليب؟ لا شيء على الإطلاق! لذلك لا تقلقي بشأن تغيير نظام رضيعك الغذائي إلا إذا أوصى طبيبك بذلك. في الواقع، يأتي الاسم باللغة الفرنسية "croûtes de lait" أو "قشور الحليب" من تشابه حالة الجلد هذه مع قطرات من الحليب التي فاضت من القدر وجفت على الفرن.
وبما أن طاقية المهد تشبه الحليب المجفف، فمن السهل تذكر مظهرها: بقع صغيرة خشنة ذات لون بني مُصفر ودهنية الملمس قليلاً. وهي تُحب الاستقرار على فروة رأس رضيعك. في بعض الأحيان، تمتد طاقية المهد إلى الحاجبين، وفي حالات نادرة تمتد إلى جسم الرضيع، وخاصة في الإبطين أو المؤخرة.
على مدار عدة أيام، تجف طاقية المهد ويتشكل طفح جلدي قشري يسقط بشكل طبيعي (يُطلق عليه أيضاً اسم الصفائح). هل يفقد الرضيع قليلاً من الشعر في نفس الوقت؟ هذا أمر بديهي، ولكن الشعر سوف ينمو مرة أخرى دون مشكلة.
وأخيراً، إليك معلومة مهمة: رغم أن البقع القشرية ليست جميلة المظهر، إلا أنها سطحية. والأفضل من ذلك، تبقى طاقية المهد غير مؤلمة، بل هي تولد إحساساً بالإزعاج فقط.
بما أنها لا تأتي من الحليب، هل تأتي من نقص في النظافة؟ لا، ليس ذلك أيضاً! طاقية المهد تشبه إلى حد ما قشرة الرأس عند البالغين. لذلك فهي تعتمد على رد فعل الجلد الطبيعي أكثر من حمام تم إغفاله. وهو دليل إضافي لإثبات أن طاقية المهد ليست مشكلة بالنسبة لرضيعك.
بصفة خاصة، تأتي طاقية المهد من إفراط إنتاج الزهم في فروة رأس الرضيع. وبمعنى آخر، فإن الغدد الدهنية، التي تنتج الطبقة الدهنية المائية على الجلد لحمايته، نشطة للغاية. ومن هنا، تظهر المناطق الدهنية التي تتراكم فيها الخلايا الميتة في بعض الأماكن. وبالتالي، فإن هذه الخلايا المحصورة تشكل بقعاً صغيرة قشرية على فروة الرأس في المقام الأول.
إذاً، لماذا تُنتج الغدد الدهنية بإفراط؟ بسبب هرمونات الحمل! كنت تعتقدين أنك تخلصت منها إلى الأبد؟ أنتِ ربما، ولكن ليس رضيعك الذي قد لم يتخلص جسده بالضرورة منها كلها. ومع ذلك، فإن الخبر السار هو أن هذا يعني أنه عندما ستختفي تماماً، ستختفي طاقية المهد بدورها.
وفي الوقت نفسه، يشجع إفراط إفراز الزهم هذا على تطوير نوع من الخمائر الموجودة لدينا جميعاً في الجلد: وهي المالاسيزيا. يساهم انتشار هذه الخميرة أيضاً في ظهور طاقية المهد عبر إثارة حساسية في جلد الرضيع.
باختصار، تحفز هرمونات الأم الموجودة في جسم رضيعك غدده الدهنية بشكل كبير، مما يشجع وجود المالاسيزيا. ويُشكل ذلك الظروف المثالية لتنشيط الجلد، وخاصة فروة رأس رضيعك، التي تستجيب من خلال خلق طاقية المهد.
المصادر: (1) C Moises-Alfaro et al, In J Dermatol 2002, 41, 349-351.